كتب العلامة السيد محمد علي الحسيني عن نحو مؤتلف إسلامي فاعل
نحو مؤتلف إسلامي فاعل
السيد محمد علي الحسيني
ترعى رابطة العالم الإسلامي القضايا الإسلامية وتضعها نصب عينيها، فهي من أطلق مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية الذي مازال يلقي بصداه الإيجابي على عالمنا الإسلامي وقضاياه في ظل مختلف التحديات الراهنة، وكان من بين مخرجاته التوصية بترشيح مركز الحماية الفكرية بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية بإعداد (موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي ) والدعوة إلى عقد مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية في نسخته الثانية المزمع انعقاده في السادس والسابع من شهر رمضان بمكة المكرمة، والذي سيكون بعنوان" نحو مؤتلف إسلامي فاعل"، في إطار أخوة إسلامية متآلفة مجسدة لوسطيتها واعتدالها، والذي سيكون تحت رعاية سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومتابعة خاصة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تعالى، كما سيطيب لنا المشاركة فيه.
أهمية المؤتمر وأهدافه
إن المؤتمر ينعقد في زمان ومكان مقدسين، فالزمان هو شهر الله الفضيل شهر رمضان المبارك، الذي دعانا ربنا عزوجل إلى المسارعة فيه إلى الخيرات، وأما المكان فهو خير بقاع الأرض، مكة المكرمة مهبط الوحي وختام الرسالات، وهذا له دلالة عميقة لدى جميع المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم بما يشكله من رمزية مقدسة تربطهم جميعا بهذا المكان والزمان معا، إضافة إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في موضوعه ورسائله ونتائجه المرجوة من خلال التوصيات التي سيخرج بها، إضافة إلى أبعاده وأهدافه التي رسخها مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية في نسخته الأولى، والتي سيبني أسسها المؤتمر في نسخته الثانية، بمشاركة كبار العلماء المفتين والمفكرين، إضافة إلى ممثلي هيئات كبار العلماء، والمجامع الفقهية، والمجالس الإسلامية من جميع المذاهب الإسلامية ، ونظرا للمرحلة الحساسة التي تمر بها أمتنا الإسلامية فإن المؤتمر سيناقش أهم القضايا الإسلامية الشائكة التي تتطلب جهودا دينية ورؤى مشتركة لمعالجتها.
ويهدف المؤتمرإلى استطلاع البرامج العملية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، والتأكيد على مسؤولية العلماء والمفكرين ودورهم في تعزيز مفاهيم الإئتلاف الإسلامي، كما يهدف إلى تنسيق المواقف بين أتباع المذاهب الإسلامية لمواجهة التحديات والمخاطرالمشتركة، إضافة إلى أنه يسعى إلى تعزيز التواصل العلمي والعملي بين أتباع المذاهب الإسلامية لمناقشة القضايا العلمية والفكرية الملحة، والتأكيد على الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في تعزيز التضامن الإسلامي وتوحيد كلمة علماء المسلمين في قضاياهم الكبرى.
موضوع المؤتمر ومخرجاته
في ظل تشتت المفاهيم لدى المسلمين وضياع البوصلة نتيجة الأفكار المنحرفة عن جادة الإسلام ومبادئه وقيمه، وفي ظل التحديات والتحولات الراهنة يأتي مؤتمر بناء الجسور بنسخته الثانية بعنوان "نحو مؤتلف إسلامي فاعل"، لترسيخ ثقافة الائتلاف وتأصيل فقه الاختلاف، والتأكيد على تفعيل دور المؤسسات الفاعلة على رأسها رابطة العالم الإسلامي باعتبارها المرجعية الإسلامية لصناعة القرارات الموحدة، وتنسيق المواقف حول قضايا الأمة، للخروج بآليات موحدة بين علماء الأمة وقادتها لمواجهة التحديات، والنظر في مسيرة الحوار الإسلامي الإسلامي.
لاشك أن انعقاد المؤتمر له أهميته البالغة، لكن مخرجاته لها أهمية كبيرة، فمن المهم أن نؤكد أن المؤتمر لايكتفي بمجرد وضع أطر نظرية بل يعمل على إطلاق خطة استراتيجية وتنفيذية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، إضافة إلى تدشين موسوعة (المؤتلف الفكري الإسلامي) لتكون بمثابة خارطة طريق مجازة ترسم معالم المشترك الإسلامي.
ختاما نسأل الله تعالى أن ينفع بهذا المؤتمر الإنسانية والأمة الإسلامية جمعاء وأن يكون فيه الفائدة المرجوة، ويجزل مثوبته على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على تفضلهما بالرعاية الكريمة للنسخة الثانية من هذا المؤتمر، ويوفق القائمين عليه على رأسهم أمين عام رابطة العالم الإسلامي معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الذي لا يألو جهدا في متابعة أدق التفاصيل لنجاج هذا المؤتمر وتحقيق أهدافه.
*أمين عام المجلس الإسلامي العربي