• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : خطب الجمعة .
                    • الموضوع : العلامة الحسيني :رؤيتنا الشرعية لفريضة الحج العبادية .

العلامة الحسيني :رؤيتنا الشرعية لفريضة الحج العبادية

العلامة الحسيني :رؤيتنا الشرعية لفريضة الحج العبادية
رسالتنا الى حجاج بيت الله الحرام
 
شعيرة الحج التي تشکل أحد الارکان الخمسة التي بني عليها الدين الاسلامي الحنيف، لها قيمتها وأهميتها الاعتبارية الخاصة لدى جميع أبناء الامة الاسلامية دونما تمييز او تفريق، ومن أعظم المعاني النبيلة والسامية التي تتداعى عن هذه الشعيرة هي کونها تجمع و تٶلف بين قلوب و نفوس الحجاج الذين قدموا من مختلف أصقاع الارض ليکونوا في ضيافة مهبط الرسالة والوحي ويٶدوا هذه الفريضة بخالص النوايا  والقلوب الصافية بعيدا عن کل شوائب وأدران النفوس المتعلقة بحطام الدنيا الزائلة. وبقدر ما كانت النية صافية وخالصة لله، حققت هذه الشعيرة هدفها المتوخى ليصبح الحاج  کمن ولدته أمه من جديد، ولذلك فإننا نوصي بضرورة مراعاة هذه النقطة و الالتزام.

تأدية فريضة الحج على أکمل وجه بما يرضي الله، فإنه يتطلب الالتزام والتمسك بالمقاصد الشرعية ومناسکه العبادية و عدم تخطيهما وتجاوزهما و تجاهلهما، لأن الآية الکريمة التي وردت في القرآن الکريم بهذا الخصوص واضحة أشد الوضوح حيث يقول الله عز وجل:"الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا أولي الألباب"، بمعنى أن الذي يذهب لأداء فريضة الحج فإن عليه أن يلتزم حرفيا بالمقاصد الشرعية والمناسك العبادية فيها وليس أي شيء آخر. ومن الواضح أن أي أمر جديد خارج هذا السياق الشرعي فإنه بمثابة البدعة، وكما هو معروف في الحديث الشريف الوارد عن نبينا و سيدنا وقدوتنا محمد(ص): "کل بدعة ضلالة وکل ضلالة الى النار"، ولذلك فإننا نٶکد على اخواننا المسلمين عموما و الشيعة خصوصا الانتباه جيدا الى هذه المسألة وعدم الانجراف و الانخداع بالدعوات والفتاوى الضالة المضلة الساعية لتسييس شعيرة الحج وحرفها عن مقاصدها، وجعلها منبرا لشعارات ومسائل دنيوية لاعلاقة لها بشعيرة الحج لامن قريب ولا من بعيد، وهي تتعارض وبشکل صريح معها، خصوصا عندما يأمرنا الباري عز وجل: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"، فإن أي طروحات سياسية و دنيوية هي بمثاب "جدال في الحج"، مما يبطل و يفسد الهدف النبيل الذي قدم من أجله الحاج من جانب، کما يتسبب في إلحاق الاذى والضرر بالمسلمين الذين قدموا من مختلف أرجاء العالم، من جانب آخر.

إننا من موقعنا الاسلامي ندعو حجاج بيت الله الذين قدموا الى الديار المقدسة من أجل اداء فريضة الحج وبشکل خاص اخواننا من شيعة العرب، أن يأخذوا الحيطة و الحذر ولا ينجرفوا خلف اولئك الذي يسعون للإخلال بهذه الشعيرة المقدسة وإفسادها وتعکير الاجواء الايمانية بل وحتى عدم السماح لمن يريد القيام بهکذا عمل مناف لفريضة الحج جملة وتفصيلا، وجعل الآية الکريمة: "وتعاونوا على البر و التقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان"، نبراسا بهذا الخصوص، وإننا واثقون من أن اولئك الضالين الذين سعوا خلال الاعوام الماضية من أجل تسييس الحج و إخراجه عن سياقه الشرعي الحقيقي، قد صاروا مکشوفين، ولم يعد بوسعهم أن يخدعوا المسلمين ويضلونهم عن الطريق القويم.
*العلامة السيد محمد علي الحسيني
الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=1398
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29