• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : خطب الجمعة .
                    • الموضوع : السيد الحسيني في خطبة الجمعة : عاشوراء ليست نزاعا بين مذهبين .

السيد الحسيني في خطبة الجمعة : عاشوراء ليست نزاعا بين مذهبين

السيد الحسيني في خطبة الجمعة : عاشوراء ليست نزاعا بين مذهبين
ندعو لمبادرة وطنية انقاذية تجنب لبنان تداعيات سلبية محتملة للقرار الظني


ألقى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني خطبة الجمعة في مصلى بني هاشم وتناول فيها المعاني الحقيقية لذكرى عاشوراء .
وأكد الحسيني ان الثورة الحسينية تعرضت عبر القرون لتحريفات وتشويهات مختلفة بسبب الانقسامات في الامة الاسلامية ، فجرى تصويرها على انها حركة مذهبية ضد حركة مذهبية أخرى ، او تمرد طائفي على سلطة قائمة على اساس طائفي مختلف .
أضاف : اما الحقيقة فهي غير ذلك بالتأكيد ، لان ثورة الامام الحسين ( ع ) هي حركة اسلامية توحيدية بكل ما للكلمة من معنى . وقوله "اني لم أخرج اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي (ص)، آمر بالمعروف ، وأنهي عن المنكر" . يدل على الرسالة الاسلامية التي حملها كارث عزيز عن جده الرسول الاعظم (ص) ، وهو الحفاظ على الامة الاسلامية .
وتابع : وخير وسيلة لتحقيق هذه المهمة هي وحدة المسلمين ، لا تفرقهم . واجتماع المسلمين ، وليس تشتتهم . وتناصح المسلمين في ما بينهم ، وليس تباعدهم . من هنا فان تقديم الامام الحسين على انه ممثل لمذهب او طائفة ، هو تحريف باطل لدعوته الاساس ، اي الدفاع عن رسالة الاسلام .
وقال : الامام الحسين (ع) لم يكن شيعيا ، بل كان مسلما ، واماما لمسلمين . دعوته لهم هي الاسلام ، ولا شيء غير الاسلام
أضاف السيد الحسيني : من هنا فان تصوير أحداث كربلاء على انها صراع بين مذهبين هو باطل ، وغير صحيح تاريخيا ، ومرفوض لانه يضمر شرا للاسلام والمسلمين . ما جرى في كربلاء هو صراع بين الحق والباطل ، الحق الذي يمثله المعتصمون بحبل الله ، والباطل الذي يمثله  الضالون.
وتابع : في عصرنا هذا ، يستمر الفهم الخاطىء لمعاني الثورة الحسينية ، فيسعى البعض الى اسقاط هذا الحدث التاريخي الاسلامي على واقعنا الراهن ، ليرسخ الانقسام الحاصل بين مذاهب المسلمين . وهذا هو الشر بعينه . لان الامام الحسين ارادها ثورة دفاعا عن الامة ، وهم اليوم يريدونها ، سببا لتمزيق هذه الامة .
أضاف : من هنا قولنا ، ان مناسبة عاشوراء يجب ان تكون مناسبة للوحدة الاسلامية ، من خلال شرح معانيها الاسلامية الحقيقية ، ومن خلال اعادة التذكير باسباب وقوعها ، في زمان ومكان محددين ، من دون ان نسقطها على زمننا ومكاننا الراهنين .ومن دون ان نرسم  لليالي عاشوراء هدفا  يتناقض مع معناها الاصلي . لذا ندعو اخواننا وابنائنا في كل مكان الى احياء المناسبة بما يخدم هدفنا الاسمى ، وهو الدفاع عن الاسلام . وذلك باخراجها من لعبة التناقضات والتباينات الطائفية ، والتي تعود كلها الى اسباب سياسية ، وليس دينية . واول خطواتنا في هذا المجال يجب ان تكون دعوة جميع المسلمين للمشاركة في ليالي عاشوراء ، شرط ان يتولى قراء عارفون وحكماء قراءة المجلس الحسيني ، مستمدا من المصادر الصحيحة .وان يخلو هذا المجلس من المبالغات الخرافية ، ومن التعرض للقضايا  الخلافية بين المسلمين .
 في الشأن السياسي ، نرى ان كل يوم جديد يرفع منسوب التوتر والقلق عند اللبنانيين خوفا واحتسابا من تطورات خطيرة باتت قريبة ، وتتعلق بالمحكمة والقرار الظني . وقد سبق لنا ان حذرنا من مواجهة هذا الموضوع باجواء من الخلاف والانقسام ، وناشدنا ونناشد كبار المسؤولين والقيادات ان يهبوا لوقفة وطنية انقاذية برعاية فخامة رئيس البلاد ، وبحماية من الاخوة العرب ، لتجنيب لبنان اي تداعيات سلبية محتملة .
اننا في شهر الامام الحسين ( ع ) نحث اللبنانيين عموما ، والمسلمين خصوصا ، على الاقتداء بنهجه الاسلامي التوحيدي ، ونؤكد ان اي خلاف سياسي مهما كبر ، يجب ان يبقى في اطاره السياسي ، لا يتجاوزه ابدا ، ليحمل ابعادا مذهبية او طائفية .   
أما في فلسطين  ،  كربلاء هذا العصر ، فتستمر مقاومة الشعب الفلسطيني لمحاولات الغائه من الوجود ، من خلال الغاء تاريخه على تلك الارض الطيبة بتهويدها واحكام السيطرة عليها . ان العرب والعالم مطالبون بخطوات أكثر فاعلية لدعم نضال هذا الشعب المكافح من اجل نيل حريته واستقلاله وتقرير مصيره .
في العراق كنا قد رفضنا التسويات الفوقية التي مارسها بعض الزعماء هناك ، بدعم من قوى اقليمية ودولية ، وأفضت الى تشويه العملية السياسية الديمقراطية . ولا نزال عند موقفنا القائل بان المطلوب في العراق حكومة متوازن تحقق لكل مكونات الشعب العراقي تمثيله الصحيح ، من دون غلبة ولا استئثار . فهذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة العراق في مواجهة مؤامرات تقسيمه وتفتيته .
لقد شهدنا في الايام الاخيرة انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي ، وقد أثلج صدرنا ان بعض العرب يلتقون على تحقيق اهداف سياسية واقتصادية واجتماعية مشتركة . ان هذا النوع من التنسيق والتعاون ، هو المطلوب على المستوى العربي العام . ان امتنا هي خير امة اخرجت للناس ، وابناؤها مدعوون للعمل على هذا الاساس ، بانجاز الدور التاريخي لامتهم ، بدلا من التفرج على تقدم ورقي الآخرين . 

 

القسم الاعلامي

المجلس الاسلامي العربي

الجمعة: 10/12/2010


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=1043
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28