القدر ليلة المغفرة الكبرى
العلامة السيد محمد علي الحسيني
أيها الأحبةْ
إن الْقدْر هي اللّيْلة الجليلة الّتي شرفها اللّه وأعْلى فضلها بقوْله تعالى: { إنّا أنزلْناه في ليْلة الْقدْر وما أدْراك ماليْلة الْقدْر ليْلة الْقدْرخيْرمّنْ ألْف شهْر } وإن تعظيمها يجْعلنا نتساءل عنْ أسْرار هذه اللّيْلة فقيل لأنّه يقدر فيها ما يكون في تلْك السّنةفيكتب فيها ما سيجري في ذلك الْعامْ وقيل سمّيتْ بليلة الْقدْر من الْقدْر وهو الشّرف وقيل لأنّ للْقيام فيها قدْرا عظيما لقول النّبي (صلّى اللّه عليْه وآله وصحْبه الْأخْيار) "منْ قام ليْلة القدر إيمانا واحْتسابا غفر له ما تقدّم منْ ذنْبه" .
أيها الأحبةْ إن ليلة الْقدْر ليْلة عظيمة مباركة انزل فيها الْقرْانْ ووعد اللّه فيها عباده بالتوبة والغفرانْ قال تعالى: { إنّاۤ أنزلۡنـٰه فی لیۡلةࣲ مّبـٰركةۚ إنّا كنّا منذرین فیها یفۡرق كلّ أمۡر حكیم أمۡرا مّنْ عندنا إنّا كنّا مرۡسلین } وجعلها الله ليْلة تسْتر فيها الْعيوب حتى سمّيتْ بليلة الْمغْفرة الكبرى وتأكيدا على ذلك قال النّبيّ (صلّى اللّه عليْه وآله وصحْبه الْأخْيار): "منْ قام ليْلة القدر إيمانا واحْتسابا غفر له ما تقدّم منْ ذنْبه".
إن فضل إحياء العشر الأواخر هو لوجود ليلة القدر في إحدى الليالي الوترية فقدْ أوصى النبي بإحياء ليلة القدر بالدعاء والصلاة والقرآن وهو القائل" تحروْا ليْلة القدْر في العشْر الأواخر من رمضان" وجاء في الروايات أنّ النبي الأكرم كان في العشر الأواخر منْ رمضان يجمع فراش نومه ويحيي الليال العشر ومنها ليلة القدرْ وهي خير منْ ألف شهرْ ويقدّر الله تعالى فيها أمور السّنة كلها ومن الأهمية بمكانْ أنْ نقبل جميعا لقراءة القرآنْ والتأمل في آيات الرحمنْ وإحياء ليلة القدر بالصلاة وقيام الليل والدعاء والتوسل والبكاء وإحياء نهارها بأعمال البّر من صدقة وإحسان للفقراء والمساكينْ وتقديم المساعدة للمحتاجينْ والمسارعة إلى طلب العفو والمغفرة لقوله تعالى: {وسارعوا إلىٰ مغْفرة مّن رّبّكمْ وجنّة عرْضها السّماوات والْأرْض أعدّتْ للْمتّقين}
اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلنا فيها مرحومين غير محرومين وفائزين غير خائبين والحمد لله رب العالمين
|