العلامة
الحسيني: الاسلام هو
دين الوسطية والاعتدال
إن شعوب و بلدان عالمينا العربي و
الاسلامي، لازالت المشاکل و الازمات الناجمة عن التطرف و الغلو و التعصب تعصف بها
و تشکل تهديدا لأمنها و إستقرارها. قال الله سبحانه و تعالى في کتابه الکريم: (ادع
الى سبيل ربك بالحکمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن
ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين). في هذه الآية الکريمة يضرب لنا الله عزوجل أروع
صورة من صور أدب التسامح و الرقة و اللين في مخاطبة الآخر و التفاهم معه، هذه
الاية الکريمة تعطي من خلال منحاها و سياقها التسامحي أن الاسلام هو دين الوسطية و
الاعتدال، هو دين الاخذ و العطاء، هو دين الشفافية و الاقناع بهدوء و إطمئنان، بل
وان أدب التسامح القرآني يذهب أبعد من ذلك عندما يقول العزيز القدير: (ولاتستوي
الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة کأنه ولي
حميم)، هذه الآية التي توصينا حتى بالتسامح مع أناس بيننا و بينهم حالة عداء و
خصومة، فکيف الحال مع بعضنا البعض؟ کيف الحال وأمتنا تعصف بها الاخطار و التهديدات
و الاطماع من أقصى نقطة الى أقصى نقطة ناهيك عن من يتربص بها شرا، فکيف يجد ذلك
الذي يذبح أخاه المسلم الموحد المؤمن بالله و رسوله و کتابه؟ إننا نرى التعصب و
الغلو و التطرف في الدين بدعة الاسلام براء منها، يقول الرسول الکريم"ص"
في حديث شريف له: ان هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق. أي أن سيدنا و نبينا و
قدوتنا يدعونا الى تدبر الاسلام برفق و هدوء و روية کي نخرج بحصيلة عقلانية منطقية
منها، أما أولئك الذين يقومون بتأويل و تفسير الايات الکريمة و الاحاديث الشريفة
وفق أمزجتهم و أهوائهم و ميول أنفسهم فيمنحوا الحق لأنفسهم بذبح و قتل و تصفية و
تهجير و إرعاب أخوانهم في الدين فإننا نقول أن الدين الاسلامي لايسمح أبدا بهکذا
أفعال و ممارسات، وکما جاء في الحديث الشريف الذي يصف الدين الاسلامي أروع
وصف:(الدين هو الحب و الحب هو الدين)، بمعنى أن هناك ترابط و تداخل بين الدين
ببعده و عمقه السماوي و بين الانسان بعاطفته و فطرته الانسانية التي فطرها الله
سبحانه و تعالى عليه. من هذه المنطلقات، فإننا ندعو أمتنا الاسلامية الى التحلي
باليقظة و الوعي و عدم الربط بين التطرف الذي هو ليس من الاسلام بشئ و بين
الاسلام، وان زيادة الوعي الديني تعميق أدب التسامح الديني الذي هو واحد من أهم
رکائز الاعتدال و الوسطية ضروري جدا لمواجهة خطر و تهديد التطرف وآخر دعوانا ان
الحمد لله رب العالمين .
العلامة السيد محمد
علي الحسيني
الأمين العام
للمجلس الإسلامي العربي
|