• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : قسم الفيديو .
                    • الموضوع : الاختلاف والتنوع مشيئة إلهية من الحكمة تقبلها والتعايش معها شرح البند 3 برنامج اضاءات على وثيقة مكة لسماحة السيد محمد علي الحسيني .

الاختلاف والتنوع مشيئة إلهية من الحكمة تقبلها والتعايش معها شرح البند 3 برنامج اضاءات على وثيقة مكة لسماحة السيد محمد علي الحسيني

البند الثالث من وثيقة مكة  والذي يؤكد على أن الاختلاف بين الأمم في معتقداتهم وثقافتهم قدر إلهي قضتْ به حکمة الله البالغـةْ والإقرار بهذه السنة الکونية والتعامل معها بمنطق العقل والحکمة بما يوصل إلى الوئام والسلام الإنساني خير منْ مکابرتها ومصادمتها :

(ولوْ شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين)

إن كلّ الشعوب التي تنتمي إلى الحضارة الإسلامية بتنوعها قدمتْ علماء أفذاذا  مثل ابن حزم "الاندلسي" وابن سينا "الفارسي"  وابن النفيس "المصري"  لينصهر الجميع في بوتقة الحضارة الإسلاميةْ  واعتبرتْ العروبة لسانا وثقافة  كما لعب التعدد العرقي دورا كبيرا في الدفاع عن أراضي الإسلام فصلاح الدين صاحب انتصار حطين كان كرديّا وطارق بن زياد صاحب فتح الأندلس كان أمازيغيا

وبناء على الذي أوردناه فإن لهذا البند معان بالغة الأهمية للبشرية عامة وللمسلمين خاصة لا سيّما للجماعات الضالّة التي لمْ تفهمْ منْ رسالة الإسلام ومقاصده سوى القشور والمعاني السطحية التي لا علاقة لها بأصل وأساس المعنى

أولئك الذين يتصورون بأنه من الواجب الشرعي فرض الإسلام على الآخرين وعدم التعايش معهم و رفضهم وإقصاؤهم بمختلف الطرق والأساليب فإنهم في الحقيقة کمنْ يريد أن ينأى بنفسه عن کلّ ما قدْ خلقه الله تعالى منْ کائن حيّ ونبات وجماد  ويرکز على ما يريده ويبتغيه وفي هذا التباس کبير وأخذ الأمور بغير مقاصدها ومعانيها الحقيقية والواقعية التي ارتأتْها المشيئة الإلهية (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة)  لکنه عزّ وجلّ لمْ يشأْ ذلك بلْ أبقى الاختلاف والتباين  لنبحث ونتأمل عن المقصد الإلهي وراء ذلك  فالاختلاف السائد بين الأمم والملل والأديان هو قدر ومشيئة إلهية من الحكمة تقبلها والتعايش معها

التنوع البديع المتمثل في الفسيفساء الاجتماعي القائم في مجتمعات العالم الإسلامي  خلال العصور القديمة والحديثة  يدلّ ويثبت بأن المسلمين کأمة قدْ تقبّلوا الطرح الإلهي الوارد في الآية مئة وثمانية عشر منْ سورة هود  حيث صار أمرا فطريا تتناقله الأجيال بکلّ سلاسة وانسيابية  والذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار  أن المسلمين لم يعيشوا مع غيرهم في بلدانهم بصورة منفصلة ومنعزلين  بلْ عاشوا معهم جنبا إلى جنب وتقاسموا معهم السرّاء والضرّاء  وهذا هو السرّ الذي جعل أتباع الديانات الأخرى يشعرون بالأمن والطمأنينة في المجتمعات الإسلامية وبقوا فيها  وإن هذه الحقيقة أقرّ بها المفکر والمٶرخ البريطاني المشهورْ "ويلْ ديورانت"  وغيره من المفکرين والمٶرخين والمستشرقينْ.

الاختلاف والتنوع مشيئة إلهية من الحكمة تقبلها والتعايش معها

شرح البند 3 من وثيقة مكة في برنامج اضاءات على وثيقة مكة

 لسماحة السيد محمد علي الحسيني


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=2388
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28