• الموقع : المجلس الإسلامي العربي .
        • القسم الرئيسي : بيانات ونشاطات .
              • القسم الفرعي : التقريب بين المذاهب الإسلامية .
                    • الموضوع : الحج و عيد الأضحى مناسبة لتفعيل قنوات التقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية بقلم العلامة السيد محمد علي الحسيني .

الحج و عيد الأضحى مناسبة لتفعيل قنوات التقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية بقلم العلامة السيد محمد علي الحسيني

*العلامة السيد محمد علي الحسيني

تستقبل الأمتين الإسلامية والعربية عيد الأضحى المبارك، حيث تتوحد قلوبهم لإحياء هذا العيد وهو مناسبة عظيمة ينتظرها المسلمون كل سنة لتلهج ألسنتهم بالتكبير والتهليل والحمد أسوة بحجاج بيت الله الحرام الذين يؤدون شعائر هذه الفريضة في مشهد يعكس الوحدة الحقيقية بينهم مهما كانت ألوانهم ومذاهبهم وجنسياتهم، يتوجهون إلى رب واحد وقبلة واحدة في مكان واحد يؤدون فريضة واحدة لترك كل مظاهر الفسق والجدال ويسارعون لعمل الخير "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ".

إن حجاج بيت الحرام إذ يأتون "من کل فج عميق" فقد خلفوا وراءهم أوطانهم و خلانهم، وأعمالهم، فهم يحدوهم الطمع في المغفرة والرغبة في رحمة الله و الفوز برضاه، مصداقا لقول النبي الأکرم صلى الله عليه و وآله وصحبه وسلم: "إنهم وفدك إليك، إن دعوك أجبتهم، وإن استغفروك غفرت لهم"، و:"من حج لله عزوجل فلم يرفث ولم يفسق، رجع کيوم ولدته أمه".

 

*عيد الأضحى مناسبة لتمتين الروابط الاجتماعية*

 

لاشك أن لعيد الأضحى معان کثيرة منها الأخوة بين المؤمنين، وهذه الأُخوة لاتتجلى ولا تتجسد بين المسلمين في يوم من الأيام کما تتجلى و تتجسد في أيام العيد، حيث يقول الله عزوجل:"هو الذي خلقکم من نفس واحدة"، أي من خصائص واحدة حيث فطرکم فطرة واحدة في الحقيقة و الواقع "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وقد جاء في الحديث الشريف:"يا داود ذکر عبادي بإحساني إليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها و بغض من أساء إليها"، ولذلك فإن الله سبحانه و تعالى ماأمرنا أن ندعوه إلا ليستجيب لنا، وماأمرنا لنتوب إليه إلا ليتوب علينا، وماخلقنا من نفس واحدة إلا لنتعاون و نتحابب و نتزاور و نعضد بعضنا البعض ، وقد جاء في الحديث القدسي:"وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتحابون في جلالي على منابر من نور يغبطهم عليها النبيون يوم القيامة"، ومن هنا، فإن المعنى الأول من معاني العيد الأخوة بين المؤمنين، إذ لاينبغي أن يبقى بينهم من خصومة و لا شقاق ولا تدابر ولا هجران، فالعيد فيه عودة إلى طريق الله و هداه وفيه عودة إلى تطبيق ماأمر الله به، حيث العودة إلى صلة الرحم.

 

*الحج فريضة تجمع قلوب المؤمنين وتوحدهم*

 

إن الله تعالى و نبيه الأکرم"ص"، إذ قدما کل هذه التوصيات و النصح بشأن الأخوة و التعاضد، هذا يعني أنه يجب علينا أن نعلم بأن کل ذلك من أجل تهيئة الأرضية المناسبة و الملائمة للوحدة بين المسلمين في کافة أنحاء العالم، وقد أمرنا سبحانه و تعالى في محکم کتابه المبين:"واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا"، وقال سبحانه و تعالى أيضا:"وإنّ هذه أمتکم أمة واحدة وأنا ربکم فأعبدون"، کما لفت عزوجل أنظارنا و حذرنا بالقول:"ولاتنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحکم".

إن الله سبحانه و تعالى أمرنا و نبيه الأکرم"ص" بالأخوة و التحابب و التراحم بيننا و کذلك بالتقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية لبناء الوحدة الراسخة التي تؤکد وحدة صفنا و کلمتنا و إطاعتنا لأولي الأمر منا، فإننا نجد من الواجب أن نجسد للعالم کل ذلك في موسم الحج هذا و في عيد الأضحى، ونجعل من شعيرة الحج وسيلة من أجل تجسيد ماقد أمرنا الله تعالى به و طالبنا به رسولنا الأمين"ص"، حيث أن الله عزوجل عندما أمر المسلمين من کل أرجاء العالم بالحج، فإنه أراد أن يؤکد على عامل الأخوة والوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب الاسلامية و ليس خلافه، ومن هنا، فإننا نرى بأنه من صميم الواجب الشرعي للمسلمين جميعا أن يجسدوا التزامهم بما أمرهم الله تعالى و نبيه"ص" به وأن يجسدوا الوحدة و التآخي و التآلف بأفضل مايکون وأن لايسمحوا لأي کان بالتدخل و التأثير السلبي على هذه المسألة الحساسة.

ونحن نستقبل عيد الاضحى المبارك فإنه لايسعنا إلا أن نتقدم بأسمى آيات التبريك لحجاج بيت الله الحرام و أن يتقبل الله سعيهم و يثيبهم في الدنيا و الآخرة ويوحد قلوب المسلمين على كلمة الايمان والتوحيد لدرء الأخطار وبناء مجتمعات مستقرة قوية تواجه مختلف التحديات.

*امين عام المجلس الاسلامي العربي في لبنان

 


  • المصدر : http://www.arabicmajlis.com/subject.php?id=2288
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29